أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “الإنتخابات هذه السنة ليست مجرّد ممارسة ديمقراطيّة عاديّة، وإنما يجب أن تكون ثورةً بيضاء على كل السياسات التقليديّة التي نعيش”، مشدداً على أن “مصيرنا بأيدينا، فلنتصرّف تبعاً لأحلامنا ولكل ما نتمناه ونعبّر عنه كل يوم، بدل أن نتصرّف انطلاقاً من اعتبارات ضيقة صغيرة عائليّة أو عشائريّة أو شخصيّة أو منفعيّة”.

كلام جعجع جاء خلال حفل إطلاق المصالح والأجهزة الحزبيّة لماكينتها الإنتخابيّة، في معراب، في حضور الامين المساعد لشؤون الإدارة المحامي فادي ظريفة، الامين المساعد لشؤون المصالح النقيب غسان يارد، الامين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، رؤساء المصالح والدوائر الحزبيّة، وحشد من الحزبيين.

وقال جعجع: “مشروعنا واضحٌ. بناء دولة لبنانيّة فعليّة قويّة ولقد أثبتنا ذلك بالقليل الذي بين أيدينا”، مشداً على أن “الإنتخابات هذه السنة ليست مجرّد ممارسة ديمقراطيّة عاديّة، وإنما يجب أن تكون ثورةً بيضاء على كل السياسات التقليديّة التي نعيش”.

وتابع: “إذا لم يكن اليوم فمتى؟ أننتظر ليموت لبنان كلياً لنتحرّك؟ أننتظر ليصبح الدين العام مئة مليار دولار؟ أننتظر حتى يصبح معدل البطالة 50 او 60 أو 70 أو 100 بالمئة؟ أننتظر حتى ينهار اقتصادنا كلياً؟ أم ننتظر حتى يخرج الغاز والنفط من مياهنا، فتتبخر مداخيله كما تبخّرت مداخيل الدولة اللبنانيّة منذ نصف قرن وحتى الآن؟ أم ننتظر حتى يأتي مئات آلاف المجاهدين الموعودين ليغزوا لبنان ويحولوه إلى هانوي الشرق الأوسط، إلى مقبرة للغزاة”.

ورأى أن “التشكي والنق لا يطعم خبزاً ولا يروي غليلاً. إن مجرّد التفرّج على مشاكلنا اليوميّة وهز الأكتاف والتألم بصمت لا يوجد حلاً. إن الكلام والثرثرة في الصالونات لم يؤدِ يوماً إلى فعل ما. إن كل هذا مضيعةً للوقت والجهد وملهاةً صغيرةً ممكن أن تنتهي بمأساة كبيرة لا سمح الله”.

وشدد جعجع على أن “مصيرنا بأيدينا نحن، فلنتصرّف تبعاً لأحلامنا ولكل ما نتمناه ونعبّر عنه كل يوم، بدل أن نتصرّف انطلاقاً من اعتبارات ضيقة صغيرة عائليّة أو عشائريّة أو شخصيّة أو منفعيّة”، مشيراً إلى أن “المنفعة الصغيرة التي نصوت على أساسها اليوم ستحرمنا وطناً فعلياً بأكمله، كما ستحرمنا من خدمات كبيرة وكبيرة جداً فيما لو اقترعنا انطلاقاً من احلامنا”، مضيفاً “إن لبنان، وبالرغم من كل تعقيداته ومشاكله، يبقى وطناً ديمقراطياً بالفعل، وبالتالي يبقى مصير ابنائه بين أيديهم هم”.

وقال: “إذا أردتم التخلّص من الواقع الحالي المزري فهذا بأيديكم أنتم، وليس بأيدي السياسيين. لا يستطيع أحدٌ أن يكون سياسياً في لبنان إلا إذا اختاره الناس أن يكون.

إن النقّ والتشكي والتذمّر لا يغيّر. ما يغيّر هو أن تذهبوا في أيار القادم وتقترعوا انطلاقاً من ضميركم وأحلامكم ووجدانكم ومستقبل أولادكم، لا إنطلاقاً من اعتبارات تقليديّة أو نفعيّة صغيرة”.

وختم جعجع: “إن مصيرنا جميعاً للسنوات الأربع القادمة موجودٌ في هذه الورقة التي سيسقطها كل فرد منا في صندوق الإقتراع في 6 أيار القادم. فلنتحمّل مسؤولياتنا ونرمي الواقع المزري الحالي وراءنا ونقترع للشفافيّة، للسياسات العامة، للإستقامة، للوطنيّة الفعليّة. فلنقترع للدولة الفعليّة اللبنانيّة القويّة. فلنقترع قوّات لبنانيّة”.

أما يارد فقد ألقى كلمة، قال فيها: “لقاؤُنا اليومَ، أردناه تتويجًا لتحضيراتٍ مكثّفة، بدأناها في المصالح كافة منذ التوصل إلى قانون جديد للإنتخابات، والذي لعبت “القوات اللبنانية” الدور الأساسي في عملية إقراره. لقاؤنا، أردناه إطلاقًا رسميًّا لعمل الماكينات الإنتخابيّة للمصالح، برعاية وبحضور رئيس الحزب، إنفاذاً منّا لتوجيهاته في ما يخصّ أهميّة الإنتخابات وتعبيرًا منّا عن التزامنا الكامل وحرصنا الأكيد على النجاح في هذا التحدّي”.

وتابع: “إنّه لَحدَثٌ مفصليٌّ في تاريخ الوطن، يبني عليه اللبنانيّون آمالاً كبيرةً في عمليّة التغيير للوصول إلى إرساء مفهوم الدولة على كامل مساحة الوطن. نحن نعرف، كما أنتم تعرفون، أن أنظارَ اللبنانيين شاخصةٌ تجاه حزبنا لِما لوزرائِنا ونوّابنا من تجاربَ ناجحةٍ في الشأن العام، وهذا ما يشهد عليه الأخصام قبل الحلفاء”.

وختم: “هدفنا الأساسي، إيصال كتلة نيابيّة وازنة إلى الندوة البرلمانية، لا طمعاً بالمراكز، ونحن لم نبحث عنها يومًا، بل إيمانًا منّا، بأنّنا سنكون المكوّنَ الأساسيَّ في توجيه البوصلة للوصول إلى الدولة العادلةٍ والقويّةٍ، التي ترمي إلى محاسبة الفاسدين، وتخفّف عن كاهل المواطنين، الأعباء الإقتصاديّة، فتعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه. إنها رسالة عهد ووفاء لدمَ شهدائنا الذين ضحّوا بحياتهم من اجل الوطن ومن أجل أن نبقى ونستمرَّ”.

وكان قد تخلل الإحتفال شرحاً نفصيلياً لقانون الإنتخابات قام به نائب رئيس جهاز الإنتخابات سعيد أسمر.